عائلة مؤقتة
حياة بلا طفولة ، وضحكات بلا قهقة ، ويوم بلا حنان ، وبيت بلا عائلة ، ومستقبل مجهول ، وربما شهد على موت
والديه ، او ولد دون يراهما او يشعر بحنانهما.
او كان ضحية لعنف وتفكك اسري ، او كان احدى ضحايا نزوات والديه اللذان انجباه دون زواج او حتى التقيد بالاعراف او اي عادات وتقاليد.
او عندما يتجرد الاباء من الانسانية وتغيب ضمائرهم ، فلقي حتفه أمام جامع او حتى مركز امني ليضحي لقيط ، يصرخ ويبكي مناجياً أمه التي تخلت عنه ان تضمه لصدرها.
الا تتركه يواجه اعباء الحياة ونبذ المجتمع له.. لوحده ، كل هؤلاء الاطفال شاء القدر ان يجعل منهم أيتام بحياة ناقصة وإن اكتملت .
اهتم الاسلام بالايتام وعدّ كفالتهم من افضل الاعمال لما فيها من جبر خاطر اليتيم الذي فقد أباه او ربما كلا والديه ،
وترتب على رعايته أجر عظيم ؛ لما فيه من تعويض -وان كان بشكل بسيط- لليتيم عن عطف وحنان والديه اللذين فقدهما ، او لم يرهما ويتعرف عليهما من الاساس .
دور الايتام هي المأوى الوحيد لهذه الفئة من المجتمع ، كانت بيتهم وعائلتهم التي تحتضنهم حتى سن الثامنة عشر .
ولكن بعد ذلك تبدأ المعاناة الحقيقية ، عندما يخرج اليتيم إلى عالم اخر لم يعتد عليه فقد عاش حياته بملجأ عدّه بيته ومصدر أمانه ، ولكنه لا يلبث كثيرا حتى يجد نفسه قد بلغ ليلقى حتفه -قسوة الحياة- خارج هذا الملجأ!
ليصارع عثرات الحياة بلا عائلة او حتى منزل او اي معيل ، حيث ان دور الايتام لا تستطيع ان تكفل حياة جميع الايتام عندما
يغادرون او ان تؤمن جميع احتياجاتهم .
بعد أن عاش طفولة بلا روح ، ومرض دون سهر والدته فوق رأسه مثل بقية الاطفال ، ولم يهده أباه سيارة
بريموت كنترول في عيد مولده ،
وربما لم يستطع ان ينطق كلمة امي منادياً على والدته طوال حياته ، ولم يلعب مع اقرانه واخوته كبقية الصغار الذين في سنه ، من ثم يكبر ليجد نفسه تائها بلا مأوى ، وبلا وظيفة -في اغلب الاحيان-.
او حتى اي مصدر رزق ليكسب منه قوت يومه ، إلا إذا حالفه الحظ ليجد من يتكفل به .
عند كفالة اليتيم يتم تخصيص مبلغ مالي شهري له، ومساعدات غذائية وصحية ، ومساعدات تعليمية تكفل له
تعليمه اما المدرسي او الجامعي او كليهما .
ويتم رعايته اجتماعياً ونفسياً ، ويتم تحويل مستحقات الايتام عن طريق المؤسسات الخيرية او لجان الزكاة ، حيث لا تتجاوز كفالة اليتيم احياناً ٢٥ دينار -اردني- شهريًا.
ويمكن إيقاف كفالته إذا تحسنت حالته المادية.
تعد كفالة اليتيم من أفضل الطرق التي يمكن من خلالها مساعدة هؤلاء الطفال ، والمساهمة في تحسين حياتهم ، وبناء
مستقبل افضل لهم.
فلا بد من جميع المقتدرين مالياً ان يبادروا بمساعدة هؤلاء الايتام ، كما يتوجب على الدولة تأمين حياة آمنة ومستقبل مستقر لمساعدتهم ليقفوا على اقدامهم في ظل قسوة الحياة وعثراتها.