من هنا وهناك

لماذا أكتب ؟

خاطرة

لماذا أكتب حقًا؟

يؤدي البخار المتصاعد من الكأس رقصة ساخرة على نحيب الكمان كما لو أنه أرواحنا وهي تعبر عن مكنوناتها عند انسجامها مع الموسيقى.

ذاك البخار طاقتي والكأس جسدي، أما ما أحتسيه هو صراخ الموسيقى طالبةً للنجدة.

الاضاءة من فوقي تفتقد محبوبها ..باهتة تشع سرابًا، أوراقي تأخذ وضعية لصورة تذكارية بكاميرا من الخمسينيات، الضباب يؤخر الصّيف،عقارب الساعة تصاب بجنون العظمة، وأنا أكتب.

ألازلت تتسائل لماذا أكتب؟

أكتب لأذكُرني ،أكتب لأفهم وهم الحياة، أكتب لكل قصة حب رفضت أن أكون بطلًا لها، أكتب لأغذي غروري، أكتب للفصول، أكتب لمشاعركم التي لا أكترث لها.

أكتب لمشاعري التي لا أحفل بها، أكتب لسماء الليل كي تزيد من سوادها وسماء النهار كي تزيد من زرقتها الملائكية كطفل أبله، أكتب ليمضي الوقت، أكتب لأكفر عن ذنوبي.

أكتب كي أنبذ مشاعري وأنكرها ،أكتب لكي أحظى معك برقصة أخيرة،أكتب لفشلي المختبئ خلف كلماتي المختارة بدقة.

أكتب لأنقذ نفسي من الوقوع في مخاوفي، أكتب لتأريخ جمال الحياة، فوضويتها، عدمها، خداعها، سيطرتها،رقتها،خططها الالهية.

الحياة أنثى والأنثى مخلوق يعذب البشرية بسحره وتعذب البشرية مشاعره. لكنني الآن أكتب لأنك ألهمتني.

مشروبي قد برد..

جميعنا نكتب ولكن .. هل يستخدم الجميع أقلامًا ؟

فالبخار لا يتصاعد من الشاي فقط!

والتساؤلات لا تأتي منك فقط .. فالجميع يسأل “لماذا اكتب؟” فاما أكتب لهم ردي أو أُشيّع لهم جثمان صمتي!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى