انا الكثير
اعلم بأنني لا استطيع ان اغير قدري ، ولكنني اعلم بأنني من اختاره ، او ربما بضعه !
اعلم بأن كل حبات المسكن لم تجدي نفعاً ، ولكنني كنت أعلم بأنها لن تجدي !
فالضجيج هذه المرة كان يتمايل ويصخب في مهجتي ، وليس بخلايا عقلي .
اعلم انا المتيم بنفسي و اعلم أنني يجب ان اخشى مني على نفسي .
فأنا من وصلت بي إلى هذا الحال ، انا من مزّق وبدد وبعثر شخصيتي ، وانا من حارب وعارك نفسيتي .
لطالما قضيت ايامي الغابرة في محاولة إرضاء غيري ، حتى استنفذت كل طاقتي .
خيبتي في اشقاء الروح كانت عارمة ، ولكنني تجاوزتها ولم أعدّها معضلة ،حتى فقدتُ لذة حواسي ، بل وفقدت ابتهاجي ونشوتي ومسرتي .
استملكتني وساوسي ومخاوفي الى ان انهكتني دون مقاومةً مني .
انا حقاً اعلم ما اريد ومن اكون ومتى يجب ان أرحل ، وربما لا !
ظننتُ دائما انني عدة ارواح مجتمعة من مشارق الأرض ومغاربها ، حتى ايقنت انني الكثير ..
انخرطتُ مراراً بمؤامرات لعينة مع عقلي لأبرهن لفؤادي ان مرارة ايامي كانت بسببه ، ولكنني بكل مرة كنت انكفئ واعطف مساري فاشلة مهزومة .
قد اكون خليطا من عدة شخصيات ، في الصباح شخص متجهم عبوس بائس لا تكاد شفتاه تمور، وفي المساء طفلة مدللة طروبة ، فأنا الكثير !
لا اعلم اذا كنت حقاً اجيد الإفلات بعز التعلق ، ولكنني اعلم بأنني لن اتشبت بشخص لدرجة إنهاك روحي ، او ربما افعل !
لا اعلم حقا ما الذي يمكنني فعله او ما الذي يجدر بي ان افعله ، فقد اصيب بشخصيتي الحاذقة ، وقد افني نفسي بفكرة بلهاء تحسمني ، فأنا لست واحدة انا الكثير .
احببت الشتاء ، ولكنني بغضت ايامه الكئيبة ، اغرمت بالساعات الطويلة التي كنت اقضيها مع اخلائي ولكنني عشقت الوحدة !
ادمنت النوم ، ولكنني احتججت مراراً على كوابيسي التي رأيتها في غاسقي .
ربما كان عائقي منذ البداية انني لم أفهمني ، او ربما لأنني الكثير !