تعلم وتواصل

العلاج بالفن والموسيقى

العلاج بالفن هو أحد مداخل العلاج النفسي وتقوم فكرته بشكل أساسي على اتباع نمط الفن مثل الموسيقى أو الرسم أو النحت او السيكودراما.

ذلك من أجل إخراج الطاقات السلبية الكامنة داخل المريض فيستطيع الانسان تفريع ما بداخله من خوف او الم او غضب ومن ثم تحسين حالته البدنية والعقلية والعاطفية.

يمكن ان نعتبر ان العلاج بالفن كبديل للعلاج النفسي التقليدي الذي كان يعتمد على الاصغاء للمريض وتناول الأدوية وهذا لا ينجح دائما

بل يعتبر تسكين للألم بعكس الفن الذي يعيد بناء الذات واكتشاف مواطن الخلل واصلاحها. 

  بدأ العلاج بالفن كمهنة في منتصف القرن 20، والذي نشأ بشكل مستقل في الدول الناطقة بالإنجليزية والدول الأوروبية.

اعترف معالجو الفن الاوائل بان تأثير علم الجمال والطب النفسي والتحليل النفسي والتأهيل والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة والتربية الفنية بدرجات متفاوتة على ممارساتهم.

اطلق الفنان البريطاني أدريان هيل مصطلح العلاج بالفن في عام 1942.

اكتشف هيل الفوائد العلاجية للرسم والتلوين في فترة نقاهته عندما كان يتعافى من مرض السل في المصحة .

اقترح العمل الفني لزملائه المرضى وبدا عمله -العلاج بالفن-.

والذي تم توثيقه في عام 1945 في كتابه الفن ضد المرض كما استخدمت الموسيقى كعلاج منذ قرون فكان يمارس في العصور القديمة لطرد الأرواح الشريرة .

كما أشار أسقليبيوس إلى استخدام الموسيقى في علاج أمراض العقل، الموسيقى كذلك استخدمت كعلاج في المعابد المصرية.

أفلاطون قال أن الموسيقى يمكن أن تؤثر على العواطف وبالتالي يمكن أن تؤثر على طبيعة الفرد .

أما أرسطو فقد اعتقد أن الموسيقى تؤثر على الروح ووصف الموسيقى كقوة تطهر المشاعر.

كورنيليوس استخدم صوت الصنج النحاسي والماء لعلاج الاضطرابات.

 

من أشكال هذا العلاج:

(العلاج بالموسيقى) : أحد أقدم أنواع العلاج الموجود في العالم حيث تعمل الموسيقى على تحفيز العقل والجسد على

الاسترخاء أو استحضار مشاعر وأفكار معينة والمساهمة في مواجهتها.

يقوم المعالج في بعض الجلسات بعزف الموسيقى للمريض، وقد يقوم المعالج بتعليم متلقي العلاج كيفية العزف على الة ما.

 

ومن الحالات الطبية التي يمكن علاجها بالموسيقى:

  • تخفيف أعراض مرض التوحد

أظهرت احدى التجارب أن مرضى التوحد يتفاعلون بنسبة كبيرة مع الموسيقى فقد يساعدهم الاستماع إلى الأغاني والموسيقى

على تطوير بعض المهارات اللفظية أو الفعلية ومساعدتهم على تنمية إدراكهم.

 

  • تحسين نمط الحياة لمرضى الخرف

تعد الموسيقى إحدى الوسائل التفاعلية مع مرضى الخرف، فالعلاج بالموسيقى يساعدهم على استحضار بعض الذكريات والمواقف والمشاعر.

ويقلل من شعورهم بالضيق والتوتر ويرمم الفجوة بينهم وبين الناس حيث تساعدهم على التواصل بطرق أسهل.

 

  • تأثيرها في العمليات 

تساعد الموسيقى في العمليات الصعبة والخطيرة مثل: تصوير أوعية القلب، أو جراحة الركبة.

فكانت نتائج تجربة اجريت على عدد من المرضى أن المريض الذي استمع للموسيقى قبل دخول غرفة العمليات كان أكثر هدوءًا وأقل توترًا من باقي المرضى.

والمريض الذي استمع إلى الموسيقى داخل غرفة العمليات كان مسترخيًا، ولم يكن بحاجة إلى جرعات عالية من التخدير.

والذي استمع إلى الموسيقى بعد إجراء العملية لم يكن بحاجة إلى الكثير من مسكنات الألم القوية.

 

  • استعادة النطق 

يستعين الأطباء بالموسيقى حتى يبدأ الجانب الأيمن من المخ بالتنبه للموسيقى والكلمات.

ويبدأ في محاولة إرسال إشارة إلى الجزء الأيسر منه، والذي يرسل بدوره إشارات للسان للغناء والتفاعل مع الموسيقى بعد أن يتعرف في البداية على اللحن.

رويدًا رويدًا قد يستطيع المريض أن يصل إلى مرحلة يستعيد فيها نطقه وبشكل كامل.

 

  •  تقليل الاثار الجانبية لعلاج السرطان

يقلل الاستماع إلى الموسيقى التوتر والقلق الناتج عن العلاج الكيميائي والعلاج بالإشعاع وتساعد في تهدئة الجسم والتخفيف من الاثار الجانبية لعلاج السرطان، مثل: الشعور بالقيء والغثيان.

 

وايضا من المشاكل والأمراض التي يمكن علاجها بالفن المرضى المصابين بصدمة الاطفال فقد تم تخفيف أعراض الاضطراب الشديدة الحادة للأطفال الذين تلقوا تدخل العلاج بالفن .

اضافة لعلاج اضطرابات الأكل ويمكن استخدام العلاج بالفن لمساعدة الأطفال المعرضين للخطر.

من المهم أن نذكر أن جلسات العلاج بالفن لا تقتصر على المرضى النفسيين ولكنها تصلح كشكل من أشكال التخلص من الضغوط اليومية والحياتية وذلك بهدف الاستمتاع بالحياة وجعلها أكثر إنتاجا.

فيجب التأكيد على أن العلاج بالفن يجب أن يتنشر بشكل أكبر داخل مجتمعاتنا لانه كلما تم اللجوء للعلاج بالفن كلما كانت النتائج أفضل.

 

 

 

  

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى