زمن العجائب تضورت فيه الناس جوعاً وشبعت فقراً ، فتجد شاباً أتم الخامسة والثلاثون ولم يتزوج قط ؛
لأنه لم يستطع ان يبني مستقبله الذي كان يعتمد اساساً على الوظيفة التي قد قضى حياته يبحث عنها ،
وشاباً بكامل صحته يجلس في الشارع ويسأل المارة ليعطوه الفكة من بقايا مشترياتهم ؛ لأنه لم يجد اي فرصة عمل ليحيا بها حياة كريمة ،
وتجد فتاة قد أُنفق عليها اموال قد اذخرها والديها طوال حياتهم ليدرسّوا ابنتهم التخصص الذي تختاره ، فأضحت الفتاة متزوجة
وقد مر على تخرجها عشر سنوات ولم تجد وظيفة بتخصصها بعد !
كل هؤلاء كانوا ضحايا لبلد اقتصاده متآكل ونسب البطالة مرتفعة جداً فيه.
شهد الاردن في السنوات العشرة الاخيرة تصاعدا مضطرداً في نسبة البطالة ، فبعد ان كانت نسبة البطالة في عام ٢٠١٠
حوالي ١٢،٥% ،
تواصل النهج التصاعدي حتى وصلت النسبة الى ١٩،٢% في عام ٢٠١٨ ، فيما كانت نسبة البطالة لدى الإناث كبيرة مقارنة مع الذكور .
يتصف سوق العمل الأردني من حيث كونه مُصدراً للعمالة ومستورداً لها في آن معاً ، حيث ازدادت اعداد العاملين غير
الاردنيين نتيجة موجة اللجوء ،
وبالتالي تقلصت فرص العاملين الاردنيين في الاسواق المحلية وفي اسواق الدول الشقيقة نتيجة للأحوال الغير مستقرة في الدول المجاورة .
حيث يتم اطلاق مصطلح البطالة على الاشخاص الذين لا يجدون فرص عمل على الرغم من بحثهم وسعيهم الجاد عن
وظيفة ،
وايضا الافراد الذين ينتظرون العودة الى العمل بعد ان تمت إقالتهم .
لكن هذا المصطلح لا يشمل الاشخاص الذين يتركون العمل لأسباب معينة مثل :
- استكمال دراساتهم العليا .
- التقاعد .
- ظروف قد تكون شخصية او صحية.
- مصطلح البطالة لا يشمل ايضاً الافراد الذين لا يبحثون عن عمل .
تعد البطالة المؤشر الأساسي على صحة الوضع الاقتصادي في اي دولة ، حيث ان زيادة عدد الافراد العاطلين عن العمل
يدهور الاقتصاد ،
إذ يصبح عدد المستهلكين اكبر من عدد المنتجين ، مما يُحدث خلل ذريع في مؤشرات الاقتصاد ،
حيث تشير نسب البطالة الكبيرة إلى ضائقة اقتصادية ، كما انه يمكن تقسيم البطالة إلى اكثر من نوع :
⇐بطالة كلاسيكية
وتعني ان يكون عدد الباحثين عن عمل اكثر من عدد الوظائف الشاغرة .
⇐البطالة الدورية
وهي التي تحدث عند انخفاض الطلب على السلع والخدمات.
⇐البطالة الهيكلية.
⇐البطالة الاحتكاكية.
⇐البطالة طويلة الامد ، وقصير الامد.
⇐البطالة المخفية او المقنعة .
اصبحت البطالة كابوس مؤرق يواجه الشباب الاردني والعربي في فترة كورونا ، حيث ارتفعت نسبة البطالة في الاردن
الى٢٤ % في ظل الجائحة المستجدة .
حيث ارتفعت الى مستويات تاريخية لم يشهدها الاردن من قبل ،وتسببت الأزمة والقرارات التي اتخذتها الحكومة لمواجهة انتشار الوباء بارتفاع نسبة البطالة ، وعودة آلاف الاردنيين من الخارج .
كان الحل الأمثل لمواجهة نسب البطالة الهائلة والمرتفعة تشجيع الاستثمار في الاردن من قبل الاردنيين والغير اردنيين
ممن لديهم رؤوس الأموال.
وذلك لتوفير فرص عمل اكثر للأردنيين ، وايضاً التشجيع على السياحة ولتحريك القطاع السياحي ؛ وبالتالي توفير فرص عمل اكثر في هذا القطاع .
بالإضافة لدعم الحكومة للأشخاص المتعطلين عن العمل وتوفير فرص عمل اكثر ، للقضاء على هذه الظاهرة .