أي حقِ لهم في فلسطين ؟
مطر أُجاج من الرصاص ، تاركاً خلفه سيول من الدماء الملتهبة ، ومناضلين احرار ،
وجيش من الباغين والمستبدين ، وأُمهات ذبلت قلوبها ،
وشهداءٌ دافعوا عن قضيتهم حتى اخر رمق ، و فلسطين كامدة حزينة ، تبكي على ابنائها ، وتقنط على من باعها .
يزعم اليهود ان لهم حق ديني في ارض فلسطين ، انطلاقا من نص التوراة في الإصحاح ١٧ من سفر التكوين
” واعطي لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك ، كل أرض كنعان ملكاً أبدياً ، وأكون إلههم”
ولكن هذا النص بالتحديد يبرهن ان الاراضي الفلسطينية كان اول من سكنها الكنعانيون ، اي انها عربية أباً عن جد ،
واعتراف صريح ان سيدنا ابراهيم قد هاجر إليها وهي ارض غربته وليس ملكه ، فهل يمكن ان يعطيه الله تلك الارض بغير حق ؟!!
فلسطين ارض الرسالات ، والإسراء والمعراج ، وارض الرسل ، وأرض الحق والمحشر والمنشر ، دافع عنها الشرفاء ،
علمًا منهم انها تحوي القدس قبلتنا الاولى ،التي تخلى عنها الكثير من العرب الضعفاء بحجة السلام مع العدو الصهيوني .
هناك الكثير من الفرق اليهودية الحالية تقول : ان الصهاينة ضالين وكفار ،
وانهم بإنشائهم دولتهم -بغير حق- والتي لا وجود لها قد غضب منهم الرب لانهم ابتعدوا الحق وعثوا في الأرض خراباً ،
مؤكدين انهم يتجردون من الحق في فلسطين .
كيف لعدو ان يصرخ باسم السلام وقد خلف منذ عام النكبة اكثر من ١٠٠ الف شهيد فلسطيني !
قتلوا على ايدي نجسة ملطخة بدماء الأحرار ،كما انه شرد ٨٠٠ الف فلسطيني من قراهم ومدنهم ،
من اصل ١.٤ مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية في عام ١٩٤٨ ، كما سيطر على ٧٧٤ قرية ومدينة فلسطينية ،
تم تدمير ٥٣١ ، وتهجير وتشريد اهالي باقي القرى التي لم تدمر ، والسيطرة عليها .
ارتكب الاحتلال الكثير من المذابح والمجازر منذ عام النكبة الى يومنا هذا ، والتى كان اخرها محاولة تهجير سكان
حي الشيخ جراح في القدس الأبية ،
ومع رفض المقدسيين لهذا القرار وانتفاضتهم ، اشتعلت الاشتباكات ، وكان ضحاياها عدد من الاسرى والشهداء ،
وهنا يضيف العدو الصهيوني عمل قذر جديد الى قائمة اعماله الدنسة .
سيبقى الاحتلال ابتلاءً الى ان يصحوا المسلمون المتشرذمون من غفوتهم وسهوتهم التي طالت ، لكن النصر قادم وان تثاقل وتقهقر ، ” فالنصر رهين بالإستحقاق ” .