من هنا وهناك

أيمكن أن نكون التغيير الذي نريده بالعالم؟

عرض شخصية - الدكتور عزالدين أحمد بركات

ظروف اقتصادية سيئة في شتى أنحاء البلاد ،تلاشت فرص العمل وإن وُجِدت تكون بأقل الأجور و أسوء ظروف العمل!

لكن هذا لم يقف عائقًا في طريق تحقيق الهدف المنشود والغاية الأسمى ، مهنة الطب.

كانت طفولة محفوفة بالدراسة، فكان طفل لا يرغب بعمل شيء إلا البقاء أمام الكتب لساعات

حتى يفقد الإحساس بالوقت أو بقدمه أحيانًا ، هذا ما قاله الدكتور عزالدين بركات.

 

الدكتور عزالدين أحمد بركات البالغ من العمر 27 عامًا وُلد وترعرع في مصر وحصل على بكالوريوس بالطب من جامعة القاهرة

يعمل في مستشفى نورث تييس الجامعي في شمال شرق انجلترا.

الثانوية العامة لم تشكل عائقًا لدى بركات حيث حصل على معدل 99.6 والذي فتح أمامه جميع التخصصات.

وعلى الرغم من أنه لم يكن لديه وجهة محددة عندما دخل الثانوية إلا أنه أصر على أن يحصل على مجموع يؤهله فيما بعد ليختار ما يريد ،

ولكن شغفه لمساعدة الناس بدأ يتأطر أمامه على شكل مهنة الطب التي اختارها فيما بعد.

وعلى الرغم من خسارة والده بعمر مبكر إلا أن دعم والدته و أخته وعمه كان له أثر كبير في دفعه نحو التقدم دائمًا .

وبيّن أنه قصّر في حقهم لأنه كان يدرس طوال الوقت فلم يجد الوقت ليبقى بقربهم وشكرهم على تقديرهم ذاك الوضع الحساس.

علاقاته الإجتماعية بدأت تتقلص إذ أنه كان يقضي أيامه كلها يدرس ويستغل كل لحظة في المواصلات وعلى الطريق وحتى قبل النوم ،

فقال:”يمكن الصفحة اللي هتركها تكون علاج لمريض أو سبب إني معرفش أساعده لأني معرفش ..لازم أكون أفضل دكتور أقدر أكونه”.

 

نظّم بركات مع مجموعة من طلاب الطب وبإشراف من الأطباء قافلة طبية تجوب المناطق الفقيرة بالقاهرة .

بدعم من أصحاب الأعمال و شركات الأدوية وغيرها استطاعوا أن يقدموا العلاج المجاني لكل من احتاجه ،

حيث كان بركات مسؤولاً عن منطقة في القاهرة والتي جابها ورفاقه يطرقون الأبواب ويبحثون عمن يحتاج لمساعدة طبية.

وذكر أن الدعوات من اولئك الأشخاص ودعاء كل شخص ساعده كانوا من أهم الأسباب التي جعلته يستمر تلك السنين

السبع على مقاعد الدراسة وأثناء عمله في مستشفى الجامعة لساعات طويلة.

وقال إنه كان شعور مزعج ومحزن أحياناً أن يرى من بعمره يستمرون بحياتهم فيراهم يتخرجون وكلٌّ شق طريقه ،

إلا هو لا يزال يدرس وكأنه يقف مكانه ولا يتحرك، ولكنه ظل يثابر حتى تخرج بامتياز .

 

لم يكن السفر ضمن لائحة خيارته إلّا أن رغبته بأن يصبح أفضل شكلت الحجر الأساس بالنسبه له ،

فتقدم لامتحانات مختلفة ليتم قبوله فيما بعد في واحدة من أحسن مستشفيات بريطانيا ليتدرب على يد نخبة من الأطباء العظيمين.

نقطة التحول تلك جعلت بركات يسعى أكثر ليصبح طبيباً لامعًا ليعود لوطنه و أهله حاملاً معه معرفة معمّقة

و لينقلها لاولئك الطلاب اللذين لم يحصلوا على من يرشدهم تمامًا كما حصل معه ،وذكر أنه سيحرص على أن يجدوا من يوجههم.

وفي ذات السياق ذكر بركات أن من خططه القادمة انشاء أكاديمية لتدريب الأطباء وأن تدريبه في انجلترا سوف يجعله قادراً على ذلك،

وأنه سيحاول إعادة تفعيل القافلة الطبية بحيث تكون لمدة أطول و تساعد أشخاص أكثر وربما بشكل دائم.

 

عندما سألته عن رأيه بما فعله “طبيب الغلابة” قال أنه لابد أن يخصص الشخص وقتاً لنفسه ولحياته

وليس مضطراً لعيش حياة رثة كحياته بلا ملبس ولا مأكل ولا حتى مكان عمل لائق.

وأنه ليس مع جعل نظرة الأشخاص للأطباء أنهم يجب أن يكونوا على هذه الحالة ليكونوا عظيمين،

ولم ينكر اعجابه بتلك الروح الطيبة والفكرة اللامعة على الرغم من عدم تأييده الكامل لكيفية تطبيقها.

 

وعندما اختتمت بالسؤال المعهود عندما اٌقابل شابًا في بداية الطريق “أين تجد نفسك بعد 15 سنة ؟” أجابني

“بشوف اني بمصر أو ببلد عربي، عندي شيء خاص بي مش عيادة ولا حاجة

لأن العيادات بالعادة بتقوم على جزء من الربح –تتحول لعمل اقتصادي بحت-،

ممكن الأكاديمية اللي ذكرتها وأكون دكتور منيح بشهادة الناس وأقدر أكون عون للشباب اللي عايزين يسافروا

وربما أقدر أأسس رابطة للمصريين هنا كونه مافيش حاجة زي دي لأي بلد عربي “.

 

اّمن بركات بمقولة :”كن التغيير الذي تريده بالعالم”

لذا سيبدأ بجعل نفسه أفضل ما يمكن بنصيحة من والده وتخليداً لذكراه وسوف يحاول لاّخر رمق أن يُحدث التغيير

ولو بشيء بسيط فيما يخص خدمة القطاع الصحي بمصر ليكون التغيير الذي يريده بالعالم.

 

اظهر المزيد

رهف الرمحي

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى