تعلم وتواصل

الهيليوفيليا (حب الشمس)  والإنسان

الهيليوفيليا هو مصطلح مشتق من الفلسفة الإغريقية بمعنى  حب الشمس وأشعتها والتعرض لها

ومن المؤكد أن هنالك سر داخل كل كائن حي يدفعه إلى احتياج تلك الطاقة المرتبطة بالشّمس

 

ما علاقة الشمس بالإنسان؟

 

لطالما كانت الشمس ولا زالت تنسج رابطًا روحيًا بأشعتها داخل أعماقنا

جميعنا يراودنا ذلك الاتصال بالطبيعة عند مشاهدة الغروب أو الشروق ومهما شهدنا من غروب وشروق ستبقى تلونات السماء

في كل مرة تثير دهشتنا

قد أثارت الشمس اهتمام الفيزيائيين والمصورين وألهمت كاتبي الأفلام والروائيين ونادى بها الشعراء محبوباتهم

 “كأنها الشّمس يعيي كف قابضه      شعاعها ويراه الطرف مقتربا”

-المتنبي

 

كيف لا وهي تعد مركز الكون بأكمله!

لنعد في الزمن قليلا سنجد أن عددًا من الحضارات اعتبرت الشمس آلهة وقاموا بعبادتها.. ميثولوجيا الإغريق والصين ومملكة

سبأ وغيرهم كانوا جميعًا حضارات قدست الشمس كإله

وقد لوحظ هذا النوع من العبادات في المناطق النهرية حيث اعتبروا أن الشمس مصدر الحياة والطاقة والإنبات

 

ولكن ما هذا السر العظيم وراء تقديس الشمس وراء الشعور بذلك الاتصال ووراء حُبنا لها ؟؟

 

أثبتت الدراسات أن التعرض لأشعة الشمس يرفع مستوى السيروتونين في الجسد وهذا الهرمون مسؤول عن الشعور

بالسعادة كما أن كمية الضوء الداخلة إلى أعيننا تعطي أدمغتنا معلومات بكمية مستوى الطاقة التي يجب عليه صنعها

كما تحفز أيضًا مستويات الاندورفين في الجسم والإندورفين يعمل على تخفيف الآلام الجسدية والاسترخاء  والشعور بالراحة

 

الإنسان الحديث والشمس، ما علاقتهم بالاكتئاب ؟

 

طبقًا لوكالة حماية البيئة الأمريكية فإن الشخص الأمريكي يقضي 90 % من وقته في الأماكن المغلقة التي لا يصلها ضوء

الشّمس ولوحظ لاحقًا أن أدمغتنا لم تستطع التكيف مع نمط الحياة الحديث الذي شبه يمانع تعرضنا لأشعة الشّمس

وقلة تعرضنا لهذه الأشعة قللت إفراز الهرمونات التي تحدثنا عنها سابقًا والنقص في انتاجها أدى الى الشعور بالهبوط الطاقي

وارتفاع معدلات الاكتئاب التي نلحظها بشكل متزايد في حياة الانسان الحديث

 

إذًا ما الحل؟؟

 

العلاج بالضوء (heliotherapy)

 

منذ القدم وصف الفيلسوف هيبوقراط العلاج بالشمس وعدها مصدر للعلاجات النفسية والطبية

كما ادعى الفيلسوف philostratus أن اللاعبين الأولومبيين يقومون بأخذ حمامات شمسية لكي يحسنو من قوة عضلاتهم وعظامهم

 

وفي سنة 1933 تم إثبات فعالية أشعة الشّمس في علاج 165 مرض مختلف

 

وطور حديثًا ما يعرف بالعلاج بالضوء حيث نصح الخبراء الأشخاص الذين يواجهون صعوبة بالتعرض لأشعة الشّمس أن يقوموا

بشراء أجهزة تحتوي على أنواع الأشعة المفيدة لجسم الإنسان والتعرض بشكل مباشر لضوء هذا الجهاز مع ابقاء العينان

مفتوحتان لمدة تتراوح من 20_30 دقية من مسافة مريحة

 

 

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى