تعلم وتواصل

القتل والعلاج ب الوهم ” تأثير البلاسيبو “

قد لا تشعر بالتحسن عند مرضك الا عند الذهاب لطبيبك المعتاد، على الرغم من انه ليس أجدر وانسب طبيب،

وقد تصاب بالدوار والمرض لمجرد اخبارك ان وجهك شاحب ومرهق، لتبدأ بعد ذلك تصديق انك مريض فعلا!

السر هنا يكمن ب ” الوهم “، اي ان إيمانك الجازم انك مريض قد يدفع جسدك للتظاهر بالمرض حقا،

وتصديقك لعدم قدرتك على الشفاء الا على ايدي طبيب معين، قد يجعل كل محاولات الاطباء الاخرون بعلاجك مهدرة!

هل تعلم ان عقلك يمكن ان يكون اداة شفاء قوية؟

قد لا تصدق ان عقلك قادر على شفاء جسدك من خلال اقناعه بدواء وهمي ، يسمى بتأثير الدواء الوهمي ” الوهم ” ، او تأثير البلاسيبو .

ما هو البلاسيبو ؟

يعد البلاسيبو واحد من أغرب واقل الظواهر المفهومة الموجودة في فسيولوجيا الإنسان وعلم النفس، يعمل على إنشاء صلة قوية بين دماغ وجسم الإنسان .

حيث يشرع عمله من خلال التفكير الإيجابي مع الاعتقاد الجازم والإيمان ان العلاج المقدم للجسم سوف ينجح.

ويذكر ان البلاسيبو نوع من انواع العلاج النفسي ، يستخدمه الاطباء لمداواة بعض الامراض الجسدية .

اليك بعض الامراض الجسدية الناتجة عن امراض نفسية اثبت ان البلاسيبو قادر على علاجها:

  1. الصداع.
  2. القولون العصبي.
  3. الدوار.
  4. الأرق.
  5. الآثار الجانبية لعلاج السرطان، والكثير من الامراض.

كيفية سير العلاج الوهمي:

يتم إعطاء بعض المرضى علاج البلاسيبو وهو عبارة عن مادة تعطى للمريض بهدف علاجه، ولكنها غير فعالة في الحقيقة،

وقد يضاف إليها بعض المواد العلاجية ، فأقراص البلاسيبو لا تحتوي على اي تركيبات دوائية، فهو يصنع من السكر والبكتيريا الجيدة.

حيث يتم فيها خداع المريض وإيهامه نفسيًا بأن هذا العلاج فعال، ويحمل شفاء لمرضه.

استخدامات العلاج الوهمي او البلاسيبو:

  1. اختبارات الادوية الجديدة.
  2. الابحاث الطبية.
  3. علاج بعض الامراض.

قصص واقعية على القتل ب الوهم:

– كيف استطاع هتلر ان يقتل 3 اشخاص بمدة لا تتجاوز 6 ساعات ب الوهم فقط؟ !

بعد ان تفاجأ ادولف هتلر بأن هناك 3 ضباط قد خالفوا اوامره ، قرر ان يعاقبهم بطريقة غريبة ، فقام بتقييد كل ضابط بغرفة منعزلة ،

ووضع موسيقى كلاسيكية، وماسورة مياه امامهم تنقط ببطء، بعد ان قام بإعلامهم واقناعهم ان هذه ما هي الا ماسورة غاز سام سيقتلهم بعد 6 ساعات.

والعجيب بالأمر ان بعد مرور 4 ساعات على تقييدهم فقط ، مات 2 من الضباط ، والضابط الثالث كان يعاني من تشنجات،

وما لبث كثيرا حتى فارق الحياة بعد ساعتين من موت الضباط.

فكان الغاز مجرد خدعة ابتكرها هتلر ليجعل عقولهم هي المدانة بقتلهم ، فبمجرد تفكيرهم ان الغاز سام وقاتل

قامت اجسامهم بإفراز هرمونات تؤثر سلبًا على القلب واجهزة الجسم، ومن ثم باشرت بإماتة الجسم.

– تجربة دكتور بورهيف:

وهذا نفسه ما حصل مع دكتور بورهيف في تجربته حين اقنع احد السجناء ان يتم إعدامه بتصفية دمه،

مقابل تعويضات مالية لأهله والتنسيق مع المحكمة العليا، حيث قام بعصم عينيه بإحكام، وضخ خرطومين على جسده بعد تثبيتهما ،

يحتويان على ماء بنفس درجة حرارة الدم، ووضع بالاسفل دلوين حتى يتساقط بهما الماء على شكل نقاط.

للإيحاء للمسجون بأنه صوت دمه المسال ، وبعد فترة قصيرة بدأ جسم المسجون بالانهيار.

وكانت الصدمة بموت المسجون في نفس الوقت الذي يستغرقه الإنسان بالموت إذا تمت تصفية دمه !

– عامل الثلاجة:

ولا يمكننا المرور دون ذكر قصة موت العامل الذي كان يعمل بإحدى الشركات الغذائية، حيث دخل العامل الى إحدى الثلاجات الكبيرة في الشركة لإفراغ بعض الصناديق ، وفجأة تم إغلاق الباب عليه بالخطأ.

فصادف ذلك عطلة نهاية الاسبوع، فأيقن العامل انه سيهلك، وجلس ينتظر مصيره.

وبعد يومين فتح الموظفين الباب ليجدوه قد توفي، ووجدوا بجانبه ورقة كان قد كتب فيها ما يشعر به قبل وفاته.

كتب في الورقة ” انا الآن سجين في هذه الثلاجة، بدأت اشعر ان اطرافي تتجمد، وان اجزاء جسدي بدأت تتنمل،

واشعر اني لا استطيع التحرك، اشعر اني اموت من البرد ….”

ومن بعدها بدأ خطه يضعف حتى انقطع عن الكتابة وتوفي، لكن العجيب ان الثلاجة لم تكن موصولة بالكهرباء اطلاقاً ، اي انها لكن تكن تعمل!

والرجل لم يموت من البرد، بل مات لأنه كان رهن افكاره التي اقنعته بالهلاك!

في الختام لا تصدق هلاكك دون دليل، ولكن صدق نجاتك دون دليل وحارب لأجلها، فهناك قوة للوهم قد تجعلك تلقى حتفك بمجرد تصديقك للخيال،

وهناك وهم يدفعك للحياة فكما قيل “باختيار منا ، يمكننا ان نعيش في عالم من الوهم المريح ” .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى