تعلم وتواصل

من اعماق ادمغة القتلة

سلسلة دموية وتاريخ مرعب، وبصمات من الخوف والرعب لم يتكفل الزمان بمحوها ،

تسبب بها مجموعة من القتلة الذين دبوا القشعريرة في اوصال الملايين من الناس !

ولكن لو غصنا في اعماق ادمغة القتلة هل سنلاحظ تشابه، ام كان لكل قاتل ظروف اجبرته على ارتكاب جريمته؟

فمثلا ما الذي دفع القاتلة المتسلسلة “ناتاليا” وزوجها ديميتري باكشيفا لارتكاب اكثر من 30 جريمة قتل للنساء وتناول بعض الاجزاء من اجسامهن بعد شيها؟ !

هل كانا يمتلكان نفس تركيبة الدماغ؟ ام تشاركا نفس الطفولة وظروف المعيشة؟

جولة داخل ادمغة القتلة:

حاول عالم الاعصاب “جيم فالون ” اثبات شكوكه حول ان القتلة المضطربين عقليا مجرمين بالفطرة

بدأ فالون بإجراء تجربة للتحقق من صحة افكاره، بعد ان ارسل له زملاؤه 70 فحصا للدماغ، كان بعضها يرجع لأناس مصابون بامراض عقلية،

واشخاص سليمين، والبعض الاخر يرجع لقتلى متسلسلين.

كانت نتيجة التجربة ان فالون استطاع ان يجد تشابه بين ادمغة جميع القتلى ، حيث جمع القتلى شيء واحد مشترك

وهو فقدان الوظيفة في القشرة الجبهية فوق العينين ، وهي منطقة مسؤولة عن الاخلاق والأداب والضمير،

واختفاء تلك الوظيفة يؤدي الى فقد السيطرة على الانفعالات.

وما لبث كثيرا فالون حتى قام بنفس التجربة على نفسه وعلى افراد عائلته، وتلقى مفاجئة بائسة تخبره بأن هناك مسحا لدماغ احد افراد عائلته

يشبه مسح دماغ “اسوأ قاتل متسلسل ” ، وكانت الصدمة ان المسح يعود لدماغه!

فتسائل فالون اذا كان يحمل نفس دماغ القتلة فلماذا لم يصبح قاتل؟!!

وجاءت الاجابة بعد حين ، عند تأكد فالون ان هناك 3 مكونات، اذا اجتمعت مع بعضها يمكن انت تنتج قتلة مضطربين عقليا،

وقسمت الثلاث مكونات كالتالي:

  1. فقدان وظيفة القشرة الجبهية المسؤولة عن الاخلاق.
  2. وراثة جين ” أكسيداز احادي الامين ” الذي يدفع الشخص ويهيئه للعنف.
  3. ان يحظى القاتل بطفولة قاسية وغير متزنة ، وخالية من الحب والعاطفة.

اشهر القتلة المتسلسلين على مر التاريخ:

  • بيدرو لوبيز الملقب ب “وحش الأنديز: اغتصب وقتل بيدرو اكثر من 300 فتاة في انحاء امريكا .
  • غاري ريدجوي الملقب ب “قاتل النهر الاخضر ” : حيث قام غاري بقتل ما يزيد عن 70 امرأة والقاء جثثهن بالنهر الاخضر.
  • هنري لي لوكاس: قام هنري بإرعاب الناس ل20 عام ، نتج عن هذا الرعب مقتل 350 شخص، و

هناك تحقيقات اخرى تذكر ان عدد ضحاياه قد وصل الى 600 ضحية ، حكم عليه بالإعدام ثم استؤنف الحكم واستبدل بسجنه مدى الحياة،

ولكنه فر من الحكم بموته بأزمة قلبية في السجن عام 2001 .

  • تيد بوندي: الذي قام بقتل 30 امرأة بعد تعذيبهن، كما انه احتفظ مرارا برؤوسهن كتذكار ،

وذكر ان الرقم الحقيقي لضحاياه كان اكثر من 30 بكثير ولكنه بقي سرا، حيث حكم على بوندي بالإعدام على كرسي كهربائي.

عند امعانك النظر ب القتلة ستجدهم مفرطين الذكاء، كما تصورهم الدراما على انهم اشخاص يتمتعون بقدرات عقلية فائقة على عكس الضحايا،

هل تسائلت لماذا؟
ينقسم القتلة والمجرمون الي قسمين:

  1. قتلى مندفعين.
  2. قتلى متسلسلين ، يخططون لجرائمهم قبل ارتكابها.

حيث اثبت ان القاتل المتسلسل الذي يخطط لجريمته مسبقا اكثر ذكاء من القاتل المندفع ، فهناك اختلاف جذري بين دماغ القاتل المندفع والقاتل المتسلسل.

في النهاية كل هذا قد يقودنا الى سؤال واحد، هل هناك حقا  قتلة بالفطرة ؟ وهل حقا ان المدان الحقيقي بجرائمهم هي عقولهم؟

وتأتي الإجابة هنا غير واضحة ، حيث انه من الافضل ان نقول نعم هناك، او لا ، فهناك قتلى ظروفهم اجبرتهم على فعل ذلك، وهناك قتلة مرجحين بالفطرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى