دائمًا ما نجد من حولنا هذا الشخص الذي يحرص أشد الحرص على اختيار أصدقاء معينين ينطبقون على لائحة صفات الصديق المختارة بدقة في أحد لائحاته المتناثرة
ويستغرق نصف ساعة ليحدد ماذا يختار القميص ذا اللون الأزرق أم الرمادي من نفس الشكل ويفكر لأيام قبل أن يقرر الحديث لشخص ما
قد تجده غريبًا وينعته الجميع بال (فضائي) هذا الفضائي يا صديقي هو الشخص الانتقائي قد تجده انطوائي او غريب الأطوار
مبدأ الانتقاء والصمت الانتقائي
يعرف مبدأ الانتقاء على أنه الميل الى عدم ملاحظة الأشياء وسرعة النسيان مما يؤدي الى انزعاج مشاعري وتناقض
تطور فيما بعدها ما يعرف بالصمت الانتقائي وهو اضطراب نفسي ناتج عن القلق الاجتماعي
يؤدي الى فقدان الشخص الذي يستطيع الحديث بشكل طبيعي لفقدان القدرة على الحديث في مواقف معينة ومع أشخاص معينين،
غالبًا ما يتم الخلط بين التوحد والصمت الانتقائي يصيب الصمت الانتقائي عادة الأطفال وقد يصاب به البالغون
يعاني أكثر من 90% من الأطفال المصابون بالصمت الانتقائي من الفوبيا الاجتماعية ؛
فإن الأطفال والبالغين المصابين بالصمت الانتقائي يعانون من خوف حقيقي من التحدث إلى الأشخاص.
لماذا قد يصاب الشخص بالصمت الانتقائي؟
وجد أن اغلب الأطفال المصابين بالصمت الانتقائي يحملون جينات تحفز القلق الاجتماعي أو بمعنى آخر فقد ورثوا الميل إلى القلق الاجتماعي
ويظهرون عدة أعراض مثل
- القلق والاضطراب البكاء.
- المزاجية.
- مشاكل في النوم.
- الخجل الشديد.
غالبًا ما يتشكل عند الأشخاص المصابين بالصمت الانتقائي مزاجات مثبطة ،
حيث وجدت الدراسات أن الأشخاص الذين يمتلكون مزاجات مثبطة عرضة أكثر للقلق الاجتماعي
يمكن تفسير الأشخاص المصابين بالصمت الاجتماعي عن طريق فرضية مدروسة حيث وجد أنهم لديهم ارتفاع
في تهيج المنطقة التي على شكل حبة لوز في الدماغ تسمى اللوزة العصبية
عندما يواجه الدماغ سيناريو يستدعي الخوف تبدأ هذه المنطقة بصنع ردات أفعال لتساعد الشخص على حماية نفسه
وقد وجد أنها تتحفز عند الأشخاص المصابين بالانتقاء الصامت عندما يعرضون لسيناريوهات مثل حفلة ميلاد أو تجمع عائلي الخ
ووجد أيضا أن الأشخاص الذين قام أهلهم بالانتقال من بلد إلى أخرى تتحدث لغة مختلفة في سن 2_4 سنوات
معرضون أكثر للاصابة بالصمت الانتقائي بسبب التوتر عند الحديث بلغة مختلفة
الصمت الانتقائي والمجتمع
نحن كمجتمعات عربية وللأسف لا نولي أهمية كبيرة للحالة النفسية للأفراد فقد يعاني أحد الأطفال من هذه المتلازمة ويظن الأهل أنهم يخجلون كثيرًا
أو يشعرونهم بأنهم يجب أن يكونوا أكثر تفاعلًا مع المحيط الخارجي فقد يرغمونهم على الذهاب إلى تجمع ما
أو الخروج من غرفهم والقاء التحية على الزوار الغريبين الذين يدخلون بيتهم لأول مرة
كما وقد يشعر البالغون بالرفض الاجتماعي والتقوقع على ذواتهم والوحدة المفرطة نتيجة عدم تقبل الآخرين لهم
ونتيجة خوفهم الذين يعانون منه من الحديث مع الآخرين
القلق الاجتماعي وغيرها من الصعوبات التي تواجه الأفراد في الوسط الاجتماعي لا تزال أمور لا يتم تفهمها أو تقبلها أو التعامل معها بصورة صحيحة.
