من هنا وهناك

معضلة الاختيار !

أحلامك المجنونة مخاوف مستقبلك
تخشاها فتركنها في رف امتلئ  بأشلاء شخصيتك المفقودة التي لم تستطع وصول ذروتها خشية الفشل
في الصورة الكبيرة لوجودك البشري المطلق يوجد وجهان للعملة : أنت والعالم
ستكونان أحيانًا على وفاق ،لكن الطريف أنه غالبًا ستكونان على خلاف اذا أردت تحقيق ذاتك والسمو بها
خياراتك جميعها ستحصر في إطار علاقة (أنت-العالم)

اختيارك اليوم هو معضلة اختيارك غدًا

 

كيف أخلق توازنًا من معضلة الاختيار؟

 

| ما يريده منك العالم |

 

أنت تكره حياتك! أو قد كرهتها في مرحلة ما أو ستقوم بكرهها مستقبلًا

ولكن في الحقيقة نحن لا نكره حياتنا بل نكره اختياراتنا الناتجة عن معضلة الاختيار

ستسألني لماذا؟

لأنها ببساطة لم تكن خيارات نابعة من إرادتنا الكاملة

اختياراتك غالبًا هي ما يريده منك العالم… أحلام والداك الدفينة تحت الثرى منذ عام 1988،

معاني السعادة المروج لها بإتقان من قدرتك على التحليق إلى ضرورة التفوق على كل من هم حولك لتكون أسعد،

الاختلاف الحائل تحقيقه في ظل الصورة النمطية لاختيارنا الممنهج

 

| ابحث عن ما تريده أنت من العالم |

 

في روحنا الاصلية نحن مستكشفون بلا قيود،

نحن أرواح حرة تعشق الفضول قيدت بنظام حياتي يقتل فضولها

نظام حياتي أخبرك أنه عليك الذهاب إلى المدرسة ثم الجامعة ثم الزواج ثم الإصابة بمرض مزمن..

اي خلل في هذا التسلسل بالترتيب سيجعل منك شخصًا مخطئًا وفاشلًا يجب عليك أن تسير على الترتيب بدون أي اعوجاج لتصبح ناجحًا

هذا ما لقنك اياه العالم ،أنت وجدك الأكبر وجد جدك الأكبر وجده الأكبر هو أيضًا

نحن نضع الكثير من أحلامنا على الرف الذي تحدثنا عنه سابقا لأنها لا تتماشى مع خطة العالم أو مع معضلة الاختيار

لكنك ستجد أن الناجحين في الحياة هم من ساروا على عكس خطة العالم… أديسون وبيل جيتس وغيرهم الكثير

 

| دعك من خطة العالم، ما هي خطتك أنت؟ |

 

تعاني فئة الشباب من تخبط شديد في الهوية وحقيقة الذات وال (أنا) نسلك طريقًا آمناً (خطة العالم) مهدد بخطر تحقيق الوجود

نحن الآن في مرحلة عصرية حيث أصبح الاطلاع والمعرفة متاح للجميع بالمجان

أي لنكون واقعيين أكثر أصبحت الجامعات مشروع اقتصادي لتوفير فرص العمل وخلق تجربة اجتماعية للشباب المنفتحين على الحياة

أنت لست ملزم بالذهاب الى الجامعة لكسب أي نوع من المعرفة

لكنك تذهب إلى الجامعة وتنغمس في تخصص لا يمت لك بصلة تشتمه ليلًا نهارًا ثم ستنتقل إلى بيئة عمل تخصصك

(هذا إذا استطعت أن تجدها لأنك لا تطيق تخصصك أساسًا) وأيضًا ستقوم بشتمها ليلًا نهارًا

وستعيش حياتك العشرينية تليها الثلاثينية والأربعينية تكره حياتك وتشتمها حتى تصاب بالضغط أو السكري ثم تنشر ذرات تعاستك في كل مكان حولك وتدعوها للتكاثر

ولكن مع هذا عليك الذهاب إلى الجامعة

لماذا؟

يجب عليك أن تدرك جيدًا أن خطتك يجب أن تتوافق مع خطة العالم

معضلة الاختيار في الواقع الحديث هي نقطة الانفصال بين ما تريده وما يجب أن تريده

العالم سيصنع لك قيمة اجتماعية اذا قمت بالذهاب إلى الجامعة فاجعله يصنعها لك

يجب عليك ادراك أنه دائمًا يمكننا اختيار الاثنان معًا

فعل ما تحب وما يجب عليك أن تفعله

لأنه ما يجب عليك أن تفعله سيحقق لك منافع لا يجب عليك العمل لأجلها مثل منفعة القيمة الاجتماعية

ومثال الجامعة يتوسع أكثر ليشمل حياتك بأكملها

لذلك في مرحلة ما عليك التوقف والتفكير في النهج العكسي لمعضلة اختيارك الذي سينجيك من تعاستك الأبدية توقف عن الخوف وخوض التجربة لمرة!

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى