مجتمع

المرأة شريك اساسي في بناء المجتمع

تقرير

استطاعت المرأة أن تثبت في كل يوم و في كل ظرف قدرتها على التميز والإبداع وتحقيق المستحيل لخلق واقع معيشي واقتصادي أفضل ومستقبل مشرق وآمن

فعلى الرغم من الضغوطات المجتمعية التي يفرضها التمييز الجندريّ على النساء خصوصًا في مجتمعات دول العالم الثالث وعدم قدرتهن على تحصيل حقوقهن الطبيعية والبسيطة بسهولة ؛

إلا أنهنّ أستطعنّ تأكيد حضورهنّ في كل المجالات شريكات أساسيات في عملية التنمية والتطوير وإعالة الأسرة.

وأمام التحديات التي يفرضها الواقع الاقتصادي والمعيشي الصعب في الأردن في ظل تدني مستويات الأجور وارتفاع الأسعار والضغوطات المعيشية التي تسببت بها جائحة كورونا مؤخرًا.

وصعوبة الاعتماد على الزوج وحده في إعالة الأسرة ؛ فقد نجحت الكثير من النساء في مقاومة هذا الواقع المرّ والوقوف جنبًا إلى جنب مع الرجل.

 تأمين متطلبات الحياة الأساسية عن طريق ابتكار مشاريع منزلية خاصة 

 

قالت صاحبة مشروع” دعاء للمنتوجات البيتية” السيدة دعاء المومني أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي فرضتها جائحة كورونا

والتي تسببت لها ولأسرتها بالكثير من الضغوطات المادية ؛ بسبب زيادة المصروفات وعدم قدرة زوجها على تحمل أعباء هذه المصاريف لوحده ,

دفعتها للتفكير بأنشاء عمل خاص بها يدر لها المزيد من الدخل الشهري لتكون عونًا لزوجها وشريكة أساسية في بناء الأسرة

فبدأت بتصنيع المنتجات الفلاحيّة البلدية من اللبن والجبن والسمن ,وصناعة المخللات والمربيات بأنواعها ,

إضافة إلى دبس العنب والرمان ,والمخبوزات الشعبية مثل القسماط والزلابيا وبعض المأكولات التراثية النادرة مثل المفتول.

وبينت المومني أنها تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لهذه المنتوجات والتي لاقت إقبالاً واسعًا وكبيرًا من المجتمع المحليّ؛

نظرًا لجودة هذه المنتجات المصنعة بحرفية والتي تميّز بها مشروع دعاء دون غيره.

بدورها أشارت السيدة كفى الزغول صاحبة مشروع بيت المونة الريفي إلى أن ظروف الحياة التي تراكمت عليها وأثقلت كاهلها

جراء وفاة زوجها ولعدم وجود معيل لها ولأبنائها جعلتها تنتهج فكرة هذا المشروع القائم على صنع وتقديم المأكولات الشعبية بأنواعها مثل المنسف , الكبسة , المندي والجعاجيل

اضافة لتصنيع المعجنات والمربيات والمخللات واللبن والدبس بالإضافة إلى الأعشاب الطبيعية مثل الميرمية والزعتر وغيرها الكثير.

ووضحت الزغول أن هذا المشروع قد لاقى أستحسان وقبول كبيرين لدى المجتمع المحلي حيث كان مشروعها مقتصرًا على أبناء منطقتها

لكنها أستمرت في تصنيع هذه المنتوجات بجودة عالية ودقة كبيرة والترويج لها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي حتى توسع المشروع

وأصبح يغطي جميع محافظات المملكة ما عاد عليها بالنفع المادي الذي مكنها من أن تكون السند والمعيل لها ولأبنائها

في حديث مع المستشار والخبير الاقتصادي الدكتور مازن مرجي

قال إن التمكين الاقتصادي هو مصطلح طارئ جاء للأردن من قبل منظمات حقوق الإنسان والمرأة

التي ترى أن المرأة يجب أن تكون شريكًا أساسيًا في بناء المجتمعات من خلال منحها الفرص المتساوية

وتدريبها وتوفير المهارات اللازمة التي تجعلها قادرة على المنافسة في جميع المستويات وعلى جميع الأصعدة .

وأشار إلى أنه وحسب احصائيات المجلس الأعلى للسكان فإن غالبية المجتمع الأردني يؤيد وبقوة عمل المرأة ,

بالرغم من أن نسبة مشاركة المرأة الأردنية في سوق العمل نسبة للعدد الكلي للعاملين لا تتجاوز ما نسبته 14% وهي نسبة منخفضة جدًا.

وحول رؤيته للمشاريع البيتية التي تقدمها النساء وضّح مرجي أن هذه المشاريع الريادية أو الصغيرة هي ما تميز وجود المرأة فيها ؛

لأنها تستطيع أن تشارك في نفقات المنزل إلى جانب بناء أسرتها والاهتمام فيها وهو الدور الذي يلزمها فيه المجتمع .

وأشار إلى أن هذه المشاريع تحظى بالدعم المجتمعي خصوصًا تلك المشاريع التي تجتمع فيها مجموعة من النساء في مناطق الأرياف والبادية,

أما بالنسبة للدعم المادي فقد كان متوفرًا عن طريق الجمعيات الخيرية لكنها الآن تحولت إلى ما يسمى بالقروض الأمر الذي سبب مشكلة للعديد من النساء

فهو يفرض عليهنّ التزامات مادية كبيرة في حال فشلت تلك المشاريع وهو ما يعرضهن للحبس أو بما يعرف اليوم بقضايا الغارمات.

وبيّن مرجي أن جائحة كورونا أفقدت العديد من الأسر وظائفها أو تسببت في تآكل الدخل الشهري ما تسبب بازدياد العبء المادي عليها

إلى جانب ازدياد الكلفة المعيشية والصحية الأمر الذي دفع النساء إلى أنتهاج مثل هذه المشاريع لتوفير المزيد من الدخل المادي.

مؤكدًا على أن المرأة هي العمود الفقري للأسرة الأردنية بشكل عام وهذا ما جعلها تعاني أكثر فأكثر في ظل هذه الظروف .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى