ماذا يعني الوطن؟
أغصان زيتون ام حفنة من تراب مزجت بورد أشجار اللوز؟
ذكريات أم حقوق سلبت؟
غروب شمس على شواطئ عكا وحيفا ويافا أم كفوف تسيل الدماء وهي قابضة على الحجارة لتدافع عن الأرواح ؟
ماذا يعني الوطن ؟
يقولون ليس هنالك مثله ولا بديلٌ عنه
وصفه البعض بالملاذ والآخر بمنطلق رحلة الحياة
“الوطن كلمة قوية تأثيرها أكبر من السحر ومن أي شيء آخر” _تشارلز ديكنز
ما قاله ديكنز هو وصف حقيقي لوقفة شبابنا في المظاهرات على الحدود الأردنية الفلسطينية طالبين فتحها تحت شعار (افتح حدود الأردن)
للدفاع عن الوطن، لاسترجاع الوطن، للسير على تراب الوطن
من صغرنا يلقوننا معنى الوطن والوطنية بمصطلحات لا تعيها عقولنا الطفولية
ولكنهم لم يعلمونا معنى الاتحاد والنصرة لم يعلمونا من أين تأتي الفكرة
فتمرد البعض على الفكرة، ظنًا منه أن الخلاص في التخلي والترحال
ولكن هل الأمر حقًا بتلك السهولة؟ هنا يأتي السؤال
أفكر مع نفسي كثيرًا في الأحداث الماضية وتدهش عقلي فكرة الدفاع عن الأوطان
أفكر ما الذي يشعل الحماس في قلوبنا أكلمة الوطن؟
ام أفكارٌ غرست في لا وعينا؟
ام هي نصرة إنسانية لحقوق الإنسان؟
ما حدث في 14 مايو 2021 هو دليل حي على معنى الوطن حيث تظاهر الآلاف من أبناء الأردن على الحدود الأردنية الفلسطينية
مواجهين الموت أمامهم طالبين عبورها والاشتباك مع العدو المحتل الغاصب لاسترجاع الوطن
أفكر مجددًا… كل هذا تأثير كلمة وطن!
في حديثي مع أحد الشبان المتظاهرين أخبرني “الشباب لم يعد يهاب شيئًا فقد رأيت نظرات الموت في أعينهم”
قد كان فعلًا كمشهد من معركة ذاهبين فيها إلى الجهاد !
رافقت أحداث هذا اليوم ثاني أيام عيد الفطر 2021
وكانت من الأيام التي اختلطت بها المشاعر في قلوبنا، فرحين فخورين بشبابنا المتحد دفاعًا عن قضيتنا،
متحمسين منتظرين أخبار عبورهم، خائفين حائرين من فقدهم، حزينين تعيسين على أخواننا في غزة
بدأ الإعلان عن التجمعات في 13 مايو حيث تم الاتفاق على نقطة تجمع لكل محافظة وتم تأمين حافلات لتصطحبهم إلى الأغوار ،
في البداية كانوا مترددين من أن الأمر أصبح واقع وأنهم ذاهبون للدفاع ومن ثم دب الحماس في قلوبهم واصبحوا يقفزون من النوافذ خشية أن يفوتهم الدور ملتقطين أنفاس الثورة في كل قفزة
سواعد وقلوب ثائرة رددت الهتافات بلا توقف طيلة الطريق (عالقدس رايحين شهداء بالملايين)
وكل هتافة يرددونها كانت تحيي روح الدفاع فيهم من جديد متناسين كل ما أصابهم من تعب وإرهاق
اتحد الأردني والفلسطيني كانوا يدًا واحدة ولم يولوا اهتمامًا لأي شيء آخر فقد كانوا ذاهبين من أجل غاية واحدة…. من أجل تحرير الوطن
وقد نجحوا باجتياز أول نقاط الدرك ولكن اضطر الجيش ارجاعهم خوفًا عليهم كونهم غير مسلحين وكون الأرض تحتوي على ألغام ستقوم بإنهاء حياتهم لحظة دخولهم
أثارت دهشتي هذه القوة في شبابنا
أثار دهشتي استعدادهم للموت في سبيل الوطن والقضية
قضية فلسطين ليست مجرد قضية وطن بل هي المقاومة التي نحيا من أجلها
وكلي ثقة بأن النصر قريب بمقاومة شبابنا وحماس قلوبهم الثائرة التي لم تنطفئ ولن تنطفئ أبدًا
وإن كل تحرير وكل تغيير ممكن وامكانيته تكمن بقوة ثورته
