تكنولوجيا

الأجهزة تعرفنا اكثر منا!

لحظة استيقاظك تلتقط شاشة مستطيلة، تضيئها لينير في وجهك عالمك الذي احتوته بداخلها , 

حتى غدت الأجهزة تسيرنا و تعرفنا أكثر من معرفتنا لذاتنا!

كلنا نعرف أن حياتك بأكملها هناك… ذكرياتك، أحاديثك مع اصدقائك، شبح المقربين منك في مكالمة الڤيديو،

أفكار الثالثة صباحًا مدونة بعناية في ملاحظاتك، مشاعرك في رسالة، القضايا التي تثير اهتمامك على حسابك في فيسبوك،

وما تناولته اليوم على الغداء في حسابك على انستغرام ، كل ذلك واكثر مسجّل على تلك الاجهزة -التي أدمنّا عليها-

 

تعابير وجهك متيقظة عند سماعك لرنين الاشعارات فاصبحت تلك الأجهزة من أشد الأشياء ارتباطًا بنا !

 

حسنًا من منا لا يصطحب هاتفه في كل مكان! 

انه في حقيبتك ،في جيبك، على طاولة مكتبك 

ولكن لماذا نشعر بالفرح والتيقظ عند سماع  رنين هذه الإشعارات؟ 

لا بد لك من معرفة أن عقلك في حالة فضول دائم لمعرفة ما إذا تم الاجابة على رسائلك أو من تفاعل على آخر صورة قمت بنشرها .

وهذا بسبب أن هذه الإشعارات على الأجهزة تحفز الدوبامين في الدماغ  مما يجعلنا سعيدين لتلقيها .

والمثير للدهشة حقًا أن عددًا من الأشخاص ولربما أنت منهم تلقوا شعورًا كاذبًا بصوت الإشعارات، وسميت هذه الحالة الشعورية بِ (متلازمة الإهتزازات الوهمية) .

 

في النهاية أنا وأنتم جميعنا نمارس نمط سلوك الإنسان الحديث حيث قمنا بالسماح  لأجهزة صغيرة أن تدخل إلى أعماقنا

وتتعرف على جميع جوانب حياتنا، فقدنا معنى التواصل الحقيقي فقدنا حياتنا الحقيقة وأنفسنا حتى..

  لنعيش حياة رقمية نحصل فيها على ڤيتامين د ( زائف) من أشعة الهواتف والحواسيب بدلًا من أشعة الشّمس. 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى