مجتمع

الانثى انسان لا تتفاجئ!

عندما فُتحَت عيناها -الانثى- على الحياة لم تكن تدرك بَعد أن ذاك البكاء سيستمر للأبد ،

وأنه عندما أُريق ماء الولادة كبركة حول أُمها كان مجرد تمهيد لتلك التي ستسبح بها –بركة الدم- ،

لم تكن تعي أن اختيار اللون الزهري ولبس الفستان و اللعب مع الدمى سيكلفها حياتها!

لم تدرك أن جنسها لن يسمح لها أن تعيش اّمنة هانئة!

 

لن تستطيع حتى ان تختار زوجها، او حتى أن تفرح اذا انجبت طفلة –انثى- وكيف ذلك بمجتمع شرقي ظل يردد “لما قالوا جه –جاء- ولد اتشد ظهري واتسند”.

 

بحسب ما ورد من احصائيات عن الامم المتحدة هناك ست نساء يفقدن ارواحهن كل ساعة على يد شخص من محيطهن وتجاوز عدد الضحايا بحلول 2017 ال87.000 ضحية حول العالم .

 

مرّت ساعة أُخرى بجريمة أُخرى حصلت بالكويت هزت كيان مواقع التواصل الاجتماعي وهاشتاغ “صباح السالم” سلّط الضوء على تلك الجريمة البشعة ،

بعد أن قام الجاني بطعن المغدورة ، صرّح بأنها هي من طعنت نفسها!

وبحسب ما ورد من اخبار متداولة أن اخت الضحية رفعت على الجاني قضيتي شروع بالقتل ومع اقتراب المحاكمة تم خطف شقيقة المشتكية وقتلها بعدة طعنات ،

وذلك بعد أن قام الجاني بايقاف الضحية و اختها عنوة في منطقة صباح السالم وقام باختطاف “فرح” انتقاماً من اختها.

ودعونا نعرج على الجريمة التي حصلت في اليمن في احد احياء مدينة صنعاء ، وثقت كاميرة المراقبة في الحي الحادثة بالكامل ، حيث اعتدى شقيقان على والدتهما بالضرب المبرح.

عازين ذلك الى ان الأم تطلقت من والدهما قبل وفاته -انها ادعت انها كانت على ذمة المرحوم- ليحرماها من الميراث وقد نفى أخ المعتدى عليها ما زعمه الابنان.

وجرى تداول تلك المقاطع المصورة ، ثم تم القاء القبض على الجانين بعد ان بُلّغ عنهما.

يمكن ان نتطرق للكثير من الحوادث في العالم قاطبة لن نجد اي مكان يخلو من هذه الظاهرة الشنيعة!

الأحقية الجندرية –حسب الجنس- والاعتداء على الاناث ليس النوع الوحيد من العنف العنصري ،فيوجد العنف القائم على الاختلاف العرقي و الطائفي وحتى اختلاف لون.

لكن العنف ضد الاناث يزداد في كل مرة يرتخي فيها حبل القانون ، في كل مرة تُقتل انثى ولا يؤخذ حقها “من أمِن العقاب اساء الأدب”.

 

حيث اثبتت دراسة انه من بين كل ثلاث نساء تتعرض واحدة للعنف البدني او الجنسي أي ما يقارب 736 مليون سيدة وفتاة حول العالم .

منها الجرائم التي تُعزى اسبابها للشرف والذي يحصد تعداد ضحاياها ما يقارب 5000 ضحية سنويًا تحت شعار “بدي احمي شرف العيلة” حيث يتكئون على الدين كذريعة، لكن الدين بريء منهم.

والجرائم التي تنتشر في بعض الدول حيث يتم قتل الزوجة بسبب تخلف اهلها عن سداد المهر للعريس .

و حتى الاجهاض الانتقائي للجنين إن كان انثى مُفضلين الذكور عنهن .

وقتل الاناث لا يشمل فقط القتل المباشر ، فالموت الناتج عن الاعتداء الجنسي والزواج القسري والولادة في ظروف سيئة ،

وايضاً العنف ضد الاناث من ضرب و حرق وتشويه جسدي –كالختان- هي اساليب قتل غير مباشرة.

كلمة “عيب” لا يجب أن تسبق كلمة “حرام شرعًا” في كل مرة يقوم اولادنا بأي فعل ، حتى لا نغرس في عقولهم أن العيب أهم من الحرام ، وأن البنت عيب و العيب يجب أن يوأد.

عيبك ما يجب وأده ، عيبك الفكري والاخلاقي والديني ، لم ولن تكن الانثى عيب بل هي أساس الوجود ،

يجب أن نردع تلك الثقافة القاتلة ، أن ننشئ جيلاً يدرك ما تعنيه الانثى حقًأ.

أن نعزز العدالة بين الجنسين –لن يكون هناك مساواة تامة- ، يجب أن نطالب بإزالة الغبار عن القوانين الرادعة و يتم تحديثها وتفعيلها لحماية الانسان .

نعم الانثى انسان لا تتفاجئ!

 

 

اظهر المزيد

رهف الرمحي

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى