من هنا وهناك

سخرية القدر

سخرية القدر ..
ابعث إليك مرسال يا قدري الشاحب فالتقطه ، ما بالك كلما ارتوت عيناي بحلم اسقطه؟

الا تعلم انه قد نفذ صبري وانا أبتغي السمو ، وانت في كل مرة تهدمني وتبعثرني ؟

أتراني يتيم الفرحة، مجتث من شجرة الآهات والشقاء ؟

فلا اذكر مرة ابهجت مهجتي فيها، حتى تنقض علي خادش جوف سعادتي .

جربت مرارا لأخلق معك هدنة ، ولكنك كعادتك ابتعدت مغترا صافعاً إياي جلدة توقظني على ساحة حرب مشتعلة.

لتبرهن لي خطئي بمجابهتك، وفي ذات الوقت تعلمني درسي الذي يصخب قائلاً: لا هدنة مع القدر ايها الاخرق!

لم اعد اريد مصافحتك ايها المختال المتغطرس، فأنا من صنعتك، وانا من اوجدتك بأفعالي البلهاء، التي هوت بي للانحدار منكسرا امامك .

لا تكترث لما تفوهت به وانا اشتعل غاضبا ً ; فأنا لن اوجه إليك رشاشاً من الصفعات المبعثرة كما فعلت انت،

لأنني كما تعلم عاجز امامك كطفل تخلت عنه امه في المهد ولم يستطع معاقبتها الا بالبكاء .

اتعلم؟

استطيع البكاء طوال حياتي وانت لن تمنعني ; لأنك قدري الذي سيسر بهذا ، ولن يكافئني بغضون من السعادة لأكف عن النواح مثلا!

فمبتغاك من الطليعة كان سماع نحيب قلبي يا قدري التعس.

هل انا اخترتك ام انت الذي اختارني؟ فيا ويحي ان كنت انا من فرضتك على نفسي، و يا قساوتك ان كنت انت من..

من ارغمتني على العبور في سبيلك الجسيم.

هذا القلب يرسل اليك وافر من التودد والتوسل فارحمه، وكفاك ايام وسنين كنت بهن قاتله ومضطهده .
اتعلم؟

لربما كان زوالي وهلاكي هو الحل اليتيم والوحيد للفصال بيننا .

ولربما انت الان تقهقه ساخرا من بلاهتي، فأنت تعلم انني كنت سأرحل ك ناي صاخب .

كلما اراد عزف لحن فاتن تفاجأ بنشازه، فأنت يا قدر … قدري وانت من صور لي مجريات حياتي الخرقاء.

ها انا اخيرا ارفع رايتي البيضاء مخفق امامك، طالب هدنتك، مؤمن بقوتك ، عالم بسخريتك ايها القدر .

مرتجي رب السموات والارض ورب القدر في كل ابتلاء اعيشه، مبتغي لطفه ورأفته، فالله المرتجى في كل نائبة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى