قليلون هم من علمونا حب الأردن، قليلون هم شرفاء الوطن الذين نثروا عشقهم على سفوح جباله،
وزرعوا الياسمين في طرقاته و على جنباته وأنبتوا الروح والريحان من بين صخوره وترابه،
قليلون هم من فعلوا ذلك ودفعوا ثمنا باهضًا ضريبة لهذا العشق الذي يقض مضاجع من فسدوا وخربوا
ومنعوا الياسمين والريحان من أن يفوح وينور الأرض.
قليلون هم رجال ناهض حتر ، رمز المعارضة الوطنية الأصيلة الحرّة،
الصحافي والمفكر والناشط السياسي والاجتماعي،
ولد ناهض حتّر في عمان عام ١٩٦٠، حصل على درجة البكالوريوس في العلوم الاجتماعية عام ١٩٨٢ من الجامعة الأردنية،
ثم أنهى متطلبات الحصول على درجة الماجستير في الحركات الإسلامية المعاصرة عام ١٩٨٤ من الجامعة الأردنية أيضًا،
عمل حتر في الصحافة، محررًا ومديرًا ورئيسًا للتحرير في العديد من الصحف الأردنية والعربية المعروفة،
وهو مؤسس كلاًّ من موقعي ميسلون وكل الأردن الالكترونييين.
برز عمل ناهض حتر الحزبي والسياسي يساريًا وعضوا في الحزب الشيوعي الأردني،
كرس جلّ عمله وكتاباته في توضيح الهيكل والبنية الاجتماعية الأردنية
والدفاع عن القضية الفلسطينية والوقوف حصنًا وسدًا منيعًا في وجه المخططات الصهيونية لتصفية القضية الفلسطينية ومشروع الوطن البديل
بالإضافة إلى نقد الحركات والجماعات الدينية المتطرفة التي تسيء للإنسان والمنظومة الإنسانية وتعبث بالحياة،
كما وعاش محاربًا شرسًا ضد الفساد والفاسدين ممن باع ونهب الأرض والتراب والوطن.
وهو مؤسس لعدة جمعيات ونوادي ومنتديات فكرية مثل منتدى الفكر الاشتراكي المنتدى الاجتماعي الأردني
و جمعية الإخاء الأردني ـ السوري، كما كان عضوا في الكثير من الجمعيات مثل جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية.
ول حتر العديد من المؤلفات القيمة؛ منها يساري أردني على جبهتين، الهاربون من الحرية، الملك حسين بقلم يساري أردني،
العراق ومأزق المشروع الامبراطوري الأميركي، وأدباء علموني ، أدباء عرفتهم،الإضافة إلى حسن نصرالله وقضايا التحرر الوطني، المعزب رباح،
ربيع زائف-نقد الثورات العربية لعام 2011 من وجهة نظر حركة التحرر الوطني، ووصفي التل في مجابهة الغزو الصهيوني،
ودراسات في فلسفة حركة التحرر الوطني والعديد من المؤلفات الأخرى إضافة إلى مئات المقالات والتقارير الصحافية.
اغتيل ناهض حتر في ٢٠١٦/٩/٢٥ على درجات قصر العدل الأردني على يد متطرف تم إعدامه لاحقاً على أثر الكاريكتور
الذي كان قد نشره حتر على احد مواقع التواصل الاجتماعي ينتقد فيه الوصف المسيء للاله الذي اتخذته جماعة داعش الإرهابية
وغيرها ذريعة لقتل الإنسان والنفس البشرية عاش ناهض حتر بطلًا ومات بطلًا مدافعًا عن الإنسان والوطن والأرض والعروبة،
وأن الأيادي السوداء البشعة التي حرضت واغتالت الشهيد والمفكر الكبير لم ولن تنال منه
بل كانت سببا في أن تصل مبادئه ورسائله الراسخه ياسمينًا فاح عطره وسيفوح وينتصر راسخًا في عقول الأجيال جيل وراء جيل،
جيل يحب الأردن ويحب ناهض.
